سورة الحج - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الحج)


        


{يا أيها الناس} يا أهل مكَّة {اتقوا ربَّكم} أطيعوه {إن زلزلة الساعة شيء عظيم} وهي زلزلةٌ يكون بعدها طلوع الشَّمس من مغربها.
{يوم ترونها} يعني: الزَّلزلة {تذهل كلُّ مرضعة عمَّأ أرضعت} تترك كلُّ امرأةٍ تُرضع ولدها الرَّضيع اشتغالاً بنفسها وخوفاً {وتَضَعُ كلُّ ذات حملٍ حملها} تُسقط ولدها من هول ذلك اليوم {وترى الناس سكارى} من شدَّة الخوف {وما هم بسكارى} من الشَّراب {ولكنَّ عذاب الله شديد} فهم يخافونه.
{ومن الناس مَن يجادل في الله بغير علم} نزلت في النَّضر بن الحارث وجماعةٍ من قريش كانوا يُنكرون البعث، ويقولون: القرآن أساطير القرآن أساطير الأولين، ويجادلون النبيَّ صلى الله عليه وسلم {ويتبع} في جداله ذلك {كلَّ شيطان مريد} متمرِّدٍ عاتٍ.


{كُتب عليه} قُضي على الشَّيطان {أنَّه مَنْ تولاَّه} اتَّبعه {فإنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير} يدعوه إلى النَّار بما يُزيِّن له من الباطل.
{يا أيها الناس} يعني: كفار مكَّة {إن كنتم في ريب من البعث} شكٍّ من الإِعادة {فإنا خلقناكم} خلقنا أباكم الذي أصل البشر {من تراب ثمَّ} خلقنا ذريَّته {من نطفة ثمَّ من علقة} وهي الدَّم الجامد {ثمَّ من مضغة} وهي لحمةٌ قليلةٌ قدر ما يُمضغ {مُخَلَّقَةٍ} مصوَّرةٍ تامَّة الخلق {وغير مخلقة} وهي ما تمجُّه الأرحام دماً، يعني: السِّقط {لنبيِّن لكم} كمال قدرتنا بتصريفنا أطوار خلقكم {ونقرُّ في الأرحام ما نشاء} ننزل فيها ما لا يكون سقطاً {إلى أجل مسمى} إلى وقت خروجه {ثم نخرجكم} من بطون الأمهات {طفلاً} صغاراً {ثمَّ لتبلغوا أَشدكم} عقولكم ونهاية قوَّتكم {ومنكم من يُتوفَّى} يموت قبل بلوغ الأشدِّ {ومنكم مَنْ يردُّ إلى أرذل العمر} وهو الهرم والخرف حتى لا يعقل شيئاً، وهو قوله: {لكيلا يعلم من بعد علم شيئاً} ثمَّ ذكر دلالةً أخرى على البعث فقال: {وترى الأرض هامدة} جافَّةً ذات ترابٍ {فإذا أنزلنا عليها الماء} المطر {اهتزت} تحرَّكت بالنَّبات {وربت} زادت {وأنبتت من كلِّ زوج بهيج} من كلِّ صنفٍ حسنٍ من النَّبات.
{ذلك} الذي تقدَّم ذكره من اختلاف أحوال خلق الإِنسان، وإحياء الأرض بالمطر {بأنَّ الله هو الحق} الدَّائم الثَّابت الموجود {وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شَئ قَدِير}.


{ومنَ الناس من يجادل في الله بغير علم} نزلت في أبي جهلٍ {ولا هدىً} ليس معه من ربِّه رشادٌ ولا بيانٌ {ولا كتابٍ} له نورٌ.
{ثاني عطفه} لاوي عنقه تكبُّراً {ليضل} الناس عن طاعة الله سبحانه باتِّباع محمَّد عليه السَّلام {له في الدنيا خزي} يعني: القتل ببدرٍ.
{ذلك بما قدَّمت يداك} هذا العذاب بما كسبْتَ {وإنَّ الله ليس بظلام للعبيد} لا يعاقب بغير جرمٍ.
{ومن الناس مَن يعبد الله على حرف} على جانبٍ لا يدخل فيه دخول مُتمكِّنٍ {فإن أصابه خير} خِصبٌ وكثرةُ مالٍ {اطمأنَّ به} في الدِّين بذلك الخصب {وإن أصابته فتنة} اختبارٌ بجدبٍ وقلَّة مالٍ {انقلب على وجهه} رجع عن دينه إلى الكفر.
{يدعو من دون الله ما لا يضرُّه} إن عصاه {ولا ينفعه} إن أطاعه {ذلك هو الضلال البعيد} الذَّهاب عن الحقِّ.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6